17 - 07 - 2024

عجاجيات | ملحمة السويس الخالدة

عجاجيات | ملحمة السويس الخالدة

وقائع التاريخ القديم والحديث تؤكد ان الجيش والشعب يد واحدة.. تلك حقيقة ثابتة وإن هتفت بها جماهير الشعب خلال ثورة يناير ٢٠١١، فجيش مصر من أبناء الشعب المصري، والشعب المصري دائما وأبدا فى ظهر الجيش يسانده ويشد من أزره ويوفر كل احتياجاته

ولعل أعظم الوقائع التى تؤكد حقيقة أن الجيش المصري والشعب المصري يد واحدة ملحمة السويس الباسلة التى ستظل خالدة خلود شهدائها وسيرة أبطالها.

عقب نكسة ٥ يونيو ١٩٦٧ وكعادة العدو الإسرائيلى بدأ قصف مدن القناة لترويع المدنيين، وكان لابد من تهجير أبناء هذه المدن والذين كانوا موضع ترحيب واحتفاء فى كل قري ومدن مصر من أسوان حتى مرسى مطروح.. غير أن العديد من أبناء السويس رفضوا مغادرتها، وأكدوا تحملهم المسؤولية الكاملة لما يمكن أن يحدث لهم.. وهؤلاء وهبوا أنفسهم لمساعدة جنود وضباط الجيش ورفع معنوياتهم.

وخلال حرب الاستنزاف شارك العديد من أبناء السويس فى عمليات فدائية خلف خطوط العدو.. وتكونت فرقة أبناء الأرض بقيادة الكابتن غزالى والتى ضمت ضمن من ضمت الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي والفنان محمد حمام،  وظهرت أغنيات الصمود مثل "يا بيوت السويس يا بيوت مدينتى أستشهد تحتك وتعيشى إنت" وأغنية "وعضم اخواتنا نلمه نلمه ونعمل منه مدافع وندافع"...

غير أن حقيقة الجيش والشعب يد واحدة تجلت كأعظم ما يكون خلال حرب السادس من أكتوبر ١٩٧٣، وبالتحديد خلال محاولة اسرائيل اليائسة تحقيق فرقعة إعلامية ترفع معنويات جيشها وشعبها التى أصبحت فى الحضيض، بالسعى لاحتلال مدينة السويس.. تجسد تلاحم الجيش والشعب والشرطة فى الدفاع عن السويس وتكبيد العدو خسائر فادحة وإحباط محاولته الفاشلة لاحتلال السويس.

تلاشت الخطوط الفاصلة بين جنود وضباط الجيش الثالث الميدانى ورجال وشباب بل وأطفال السويس من أبطال المقاومة الشعبية التى قادها الشيخ حافظ سلامة - رحمة الله عليه - ورجال الشرطة.. ووصل التلاحم بين الجيش والشعب إلى ذروته يوم ٢٤ أكتوبر ١٩٧٣ عندما تم دحر العدوان الإسرائيلى وتحطيم آماله برفع علم إسرائيل فوق أي شبر من السويس.. ولذلك اتخذ هذا اليوم العظيم عيدا قوميا لمحافظة السويس، وأحسب بل وأجزم أننا جميعا كمصريين يجب أن نحتفل ونحتفى بهذا اليوم الذى يؤكد أن جيش وشعب مصر وجهان لعملة واحدة، هى حب الوطن والاستعداد للتضحية بالغالى والنفيس والروح والدم من أجله.

فتحية لأبطال السويس الباسلة، وتحية لشهداء السويس من مدنيين وعسكريين، وتحية للشهيد محمد أنور السادات الذى وقف منتصبا فى مجلس الشعب متفاخرا بملحمة السويس وأداء قوات بدر فى الجيش الثالث بقيادة اللواء ثم المشير ثم الشهيد أحمد بدوي الذى تكلم بثقة وشموخ عن فشل القوات الاسرائيلية فى احتلال السويس وتكبيدها خسائر فادحة.

وعلى هامش تلك المناسبة العطرة أتذكر أن كلية الاقتصاد والعلوم السياسية نظمت لنا رحلة فى عام ١٩٧٤ لمدينة السويس، وكم هالنى حجم الدمار فى المدينة وآثار القصف الإسرائيلى على بيوتها ومساجدها وكنائسها وشوارعها.. تذكرت مشاهد السويس الباسلة وأنا اتابع مشاهد الدمار فى غزة من جراء القصف الإسرائيلى.. ورغم القصف صمدت السويس وخرجت منتصرة، وغزة ستصمد وبمشيئة الله ستخرج منتصرة ولو بعد حين، فالحق سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل.
---------------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات|